أستاذ في العلاقات الدولية: هذه تبعات قرار محكمة العدل الدولية بشأن غزة
قال أستاذ العلاقات الدولية عدنان ليمام، في برنامج "ميدي شو"، الاثنين 29 جانفي 2024، إنّ قرار محكمة العدل الدولية بفرض إجراءات طارئة على كيان الاحتلال الإسرائيلي بسبب عملياته العسكرية في غزة، وتوجيه أمر باتخاذ إجراءات لمنع ومعاقبة التحريض على الإبادة الجماعية يمثل سابقة في تاريخ القضية الفلسطينية.
كما يمثل هذا الحكم ''مفارقة'' باعتبار أنّ الكيان الصهيوني تأسّس بناءً على إبادة جماعية ارتكبت في حقّ اليهود من طرف ''الجبروت النازي''، ليُحاكم هذا الكيان بدوره بعد عقود من أجل ارتكابه لإبادة جماعية في غزة، وفق تصريح محدّثنا.
وشدّد أستاذ العلاقات الدولية، على ضرورة شرح أسباب هذا الحكم، حيث قبلت المحكمة أربع حالات من ضمن خمس، تثبت إمكانية ارتكاب الإبادة الجماعية، موضّحا بالقول: ''لتوجيه الحكم يكفي إثبات حالة فقط فما بالك بإثبات 4 حالات وهو أمر غير مسبوق ولن يكون له نظير في المستقبل''.
أمّا بخصوص عدم دعوة محكمة العدل الدولية لإيقاف فوري للنار في غزة، يرى ضيف "ميدي شو" أنّ هذا الحكم مقترن بتمشٍ سياسي انتهجه القضاة، موضّحا بالقول: ''أكاد أُجزم أنّ الحكم صدر بعد مفاوضات بين القضاة ينصّ على عدم الإصرار على إقرار وقف إطلاق النار مقابل الموافقة على كل الطلبات الأخرى.. وشبه الاجتماع للقضاة على الحكم خير دليل على حدوث هذا السيناريو''.
وتابع: '' إجماع القضاة على الحكم الصادر عن المحكمة هو سابقة في تاريخها'' .
ورجّح محدثنا أن يكون لهذا الحكم نوع من التأثير من خلال انفراج نسبي للأوضاع الإنسانية في غزة، ولعلّ أهم إجراء اتّخذته محكمة العدل الدولية هو المطالبة برفع تقرير في ظرف شهر للمحكمة حول تنفيذ كل التدابير المؤقتة التي تم تضمينها في الحكم، وكأنّ المحكمة أرادت توجيه رسالة بأنها تعهدت بالملف، وفق تقديره .
وفي علاقة بـ''الصمت العربي''، بيّن محدثنا أنّ النظام العربي كعادته غائب عن قضايا الأمة الكبرى بل على العكس هناك دول سلكت مسلك التطبيع وهناك بعض الدول ''تتمنى زوال حماس''، وفق قوله.